الأصـــــــــــــــــــــــــــل الأول من الأصول الثلاثة

الأصل الأول
من ربك
معرفة العبد لربه ـ تبارك وتعالى ـ الأصل الأول فلا يصح لعبد دين إلا إذا عرف الله وأفرده وحده بالعبودية والعبادة ليس أن يقر العبد لله بتوحيد الربوبية وإنما القصد أن يفرده وحده بالعبادة والألوهية فإذا قيل من ربك فقل ربى الله الذى ربانى ورب جميع العالمين بنعمته فيجب علينا ألا نستهين بهذا السؤال فكثير من الناس يجهل الاجابة على هذا السؤال قال تعالى : " وما آمن معه إلا قليل "
وقال فى محكم آياته :"وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله"
فإذا قيل لك من ربك هل تستطيع الاجابة؟
معنى كلمة رب ....... كلمة رب بدون تعريف أى بدون الألف واللام هو صاحب كل شيء ومالكه كقول عبد المطلب :" أنا رب الإبل .... أى صاحبها ... أما الرب بالألف واللام فقال ابن القيم رحمه الله:"فاسم الرب له الجمع الجامع لجميع المخلوقات فهو رب كل شيء وخالقه والقادر عليه لا يخرج شيء عن ربوبيته وكل من فى السموات والأرض عبد لهفى قبضته وتحت أمره"
فهو الجامع لجميع المخلوفات فهو خالقها ورازقها ومالكها ومصرفها ومدبر أمرها وشئونها لا يخرج شيء عن ملكه ولا عن قهره ولا عن سلطانه .
وقال الواسطىوهو أبو بكر محمد بن موسى :" الرب هو الخالق ابتداء والمربى غذاء والغافر انتهاء ".
فنعم الله تعالى على جميع الخلق لاتعد ولا تحصى...." وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".
فكل ما سوى الله فهو عالم ..... عالم الإنس وعالم الجن وعالم الشياطين وعالم الطير وعالم البحار وعالم الحيوان وعالم الماء وعالم النار عوالم لايعلمها إلا الله تبارك وتعالى عما يشركون
فأنت وأنا وجميع الخلق جميعا عالم من هذه العوالم التى لايعرف قدرها وحقيقتها إلا الله تعالى ....زوقال الشيخ ابن عثيمين :" وسموا عالما لأنهم علم على خالقهم ومالكهم ومدبرهم"..... ثم يقول :" فكل العالمين قد رباهم الله بنعمه وأعدهم لما خلقوا له وأمدهم برزقه وهذا كما فى قوله ـ تعالى ـ فى الحوار الذى دار بين موسى كليم الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وبين فرعون ، حين سأل موسى عليه السلام :" قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ".
فى نعمه عاجزون عن شكره ...... ولكننا سوف نذكر بعض النعم التى قد يغفل عنها كثير من الناس وعن معرفتها فضلا عن شكرها ولا شك أن أجل وأعظم وأشرف وأطهر نعمة أنعم بها الله تعالى علينا هى :" نعمة الاسلام" .
قال تعالى :" يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمانإن كنتم صادقين ".
ولله در القائل :
ومما زادنى فخرا وتيها وكدت بأخمصى أطأ الثريا
دخولى تحت قولك : يا عبادى وأن صيرت أحمد لى نبيا
فنعمة الإسلام هى أجل وأشرف النعم على الاطلاق قال تعالى:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكمن نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ".
وقال تعالى :" أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه".
فماذا وجد من فقد الاسلام؟ وماذا فقد من وجد الاسلام؟
فمن وجد الاسلام فما فقد شيئا حتى ولو لم يأكل أو يشرب .فقد أنعم الله عليه بنعمة الاسلام ......أما من فقد الاسلام فإنه ما وجد شيئا على الاطلاق ..... فقال تعالى :" فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " .فالإسلام منهج كامل فذ ومازال الإسلام شامخا لأنه هو وحده الخلص لل‘نسانية من هذا الطيش وهذا الشقاء .....
ورحم الله القائل :
لكل شيء إذا فارقته عوض وليس للإسلام إن فارقت من عوض .
النعمة الثانيه التى أنعم الله بها علينا :" نعمة العقل" .
فيجب أن نشكر الله تعالى عليها فقد أثنى الله على أصحاب العقول فقال تعالى:"وما يعقلها إلا العالمون". وقوله :" إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون ".
فالاسلام منهج الله الخالق... فلله الحمد الذى خلقنا موحدين وللاسلام متمسكين وعلى هدى نبينا مقتدين ونسأل الله أن يتوفانا هكذا على الدين القويم والصراط المستقيم إنه ولى ذلك والقادر عليه.
النعمة الثالثة هى الاخراج والأكل فيدك تمتد إلى ألوان الطعام والشراب والرزق لايقتصر على المال فقط بل إن نعم الله تعالى لاتعد ولا تحصى فإذا نظر الانسان فى نفسه فلسوف يجد من النعم ما لايستطيع عدهافتلك يدك تمتد إلى انواع ما تشتهى دون أن تخطئ
لترفعه إلى فمك حتى ولو كنت أعمىوالفم ينفرج دون أمر منك وكذلك القواطع تقطع الطعام واللسان يتحرك واللعاب يسهل المضغ
وهكذا تسير العملية حتى تنتهى بالاخراج ... " وفى أنفسكم أفلا تبصرون" ...
كيـــــــــــــــــــــــــــف تعـــــــــــــــــــــــــــر ف اللــــــــــــــــــه
نستدل على الله تعالى بالآيات وهى نوعان :
1ـ آيات كونية.
2ـ آبات شرعية.
الآيات الكونية مثل  الشمس ـ القمرـ النجوم ـ الشجر ـ السماء ـ وغير ذلك كثير لا يعد ولا يحصى .
الآيات الشرعية:"ما أوحى الله تعالى إلى أ نبيائه ورسله....ومما ذكر فى القرآن بعض من هذه الآيات الكونيه نورد منها.......
قال تعالى :" إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب "
قال تعالى :" تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا"
لقد سمعنا كلام الله عز وجل فلنسمع كلام رئيس أكاديمية العلوم بنيويو رك يقول:" لقد توصلنا بعد البحث العلمى أن الأجرام السماوية ما وضعت فى الكون عشوائية أو مصادفة ولكن وضعت بحسبان فلو أن الشمس تركت مدارها قليلا إلى أعلى قليلا لتجمد كل حى على وجه الأرض ولو أنها تركت مدارها إلى اللأسفل قليلا لاحترق كل شيء ولو أن القمر ترك مداره لاختلت حركة المد والجزر ومات أهل الأرض غرقا وصدق عز من قائل :" الشمس والقمر بحسبان " ...... وقال عز وجل :" إنا كل شيء خلقناه بقدر" .كـــــــــــــــيف نعــــــــــــــــــــــــــبد الله تعــــــــالـــــــــى
للعباده أنواع منها:
1:الإسلام
2: الإيمان
3: الإحسان ومنه : الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك