حديث قول الله تعالى : انظروا عبدى هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف منى
أخرجه النسائى فى سنته ، باب : ( الأذان لمن يصلى وحده )
عن عقبه بن عامر ـ رضى الله عنهـ قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول :" يعجب ربك من راعى غنم ، فى رأس شظية الجبل ، يؤذن بالصلاة ويصلى ، فيقول الله عز وجل : انظروا إلى عبدى ذا ، يؤذن ويقيم الصلاة ، يخاف منى ، قد غفرت لعبدى ، وأدخلته الجنة ".
الـــــــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــــــــــرح
قوله :"يعجب ربك ": أى يرضى .
قال النووى ـ رحم الله ـ : التعجب على الله محال ، إذ لا يخفى عليه أسباب الأشياء ، والتعجب إنما يكون مما خفى سببه . فالمعنى عظم ذلك عنده وكبر . وقيل : معناه الرضا .
قوله :" من راعى الغنم": اختار العزله عن الناس .
قوله :" فى رأس شظية الجبل ": أى قطعة من رأس الجبل . وقيل :هى الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنها أنف الجبل .
قوله :" يؤذن بالصلاة ويصلى ": وفائدة تأذينه إعلام الملائكة والجن بدخول الوقت ،فإن لهم الصلاة أيضا ، وشهادة الأشياء توحيده ومتابعة سنته والتشبه بالمسلمين فى جماعتهم . وقيل :إذا أذن وأقام تصلى الملائكة معه ويحصل له ثواب الجماعة . والله أعلم .
قوله :" فيقول الله عز وجل ": أى لملائكته وأرواح المقربين عنده .
قوله :" انظروا إلى عبدى هذا ": تعجب للملائكة من ذلك الأمر بعد التعجب لمزيد من التفخيم ، وكذا تسميته بالعبد وإضافته إلى نفسه والإشارة بهذا تعظيم على تعظيم .
قول :" يخاف منى " : أى يفعل ذلك خوفا من عذابى لا ليراه أحد
وفى الحديث : دليل على استحباب الأذان والإقامة للمنفرد . وفيه أن الحسنات يذهبن السيئات ، لقوله :" قد غفرت لعبدى ". وفيه أن الجنة دار المثوبات ، لقوله :" وأدخلته الجنة ".
[b]