إن بـــــــــــــــــــعـــــــــــــــــدالعســــــــر يســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

عسى فرج يأتى به الله
قد تظلم الدنيا فى عينيك وإذا بالفرج يأتيك من حيث لا تحتسب فلا تيأس ولا تجزع وأحسن الظن بالله ـ عز وجل ـ ...
عسى فرج يأتى به الله إنه

له كل يوم فى خليقته أمرا

عسى ما ترى ألا يدوم وأن ترى

له فرجا مما ألح به الدهر

إذا اشتد عسر فارج يسرا فإنه

قضى الله أن العسر يعقبه يسر

كان هناك تاجر من تجار الموصل يسافر بتجارته إلى البلدان فسافر مرة بجميع ماله وما يملكه إلى الكوفه ، فوافقه فى تلك الرحلة رجل ، فخدمه فأحسن خدمته ، وأنس به حتى وثق به، ثم استغفله فى بعض المنازل ، أخذ دابته وما عليها من المال والمتاع ، ولم يبق له شيئا ألبته ، واجتهد فى طلبه ، فلم يقع له على خبره............
فرجع إلى بلده راجلا جائعا ، فدخل المدينة ليلا وهو على تلك الحال ، فطرق بابه ، فلما علم أهله سروا وقالوا : الحمد لله الذى جاء بك فى هذا الوقت ، فإن أهلك قد ولدت لك اليوم ولدا ، وما وجدنا ما نشترى به ما تحتاج إليه النفساء ، ولقد كانت هذه الليلة طاوية ـ أى جائعةـ فاشتر لنا دقيقا ودهنا نسرج به .
فلما سمع ذلك زاد من همه وغمه وكربه ، وكره أن يخبرهم بما جرى له فيحزنهم ، فخرج إلى حانوت رجل كان بالقرب من داره فسلم عليه ، وأخذ منه دهنا وغيره مما يحتاج إليه ، فبينما هو يخاطبه إذا التفت ، فرأى خرجه الذى هرب به خادمه مطروحا فى داخل الحانوت ، فسأله عنه ، فقال: إن رجلا ورد على بعد العشاء ، واشترى منى عشاء واستضافنى فأضفته فجعلت خرجه فى حانوتى ، ودابته فى دار جارنا ، والرجل بائت فى المسجد ، فنهض إلى المسجد ومعه الخرج ، فوجد الرجل نائما ، فرفسه فاستيقظ مذعورا ، فقال له: أين مالى يا خائن ؟
قال: هو ذا على عنقك ، والله ما تفقد منه ذرة . واستخرج الدابة على موضوعها ، ووسع على أهله وأخبرهم حينئذ بخبره. ( تور الاقتباس) (ص 111-112)....
فيا من ييأس من رحمة الله فلا تيأس واعلم أن الله يجعل بعد الهم فرجا وبعد الغم فرحا وبعد العسر يسرا فلك رب كريم جواد.....