إذا مات القلب لم يشعر بمعصية
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته و همته فيها إلى الله ليقضيها له و لا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل و الإعراض ، و شفائه من داء الشهوات و الشبهات ، و لكن إذا مات القلب لو يشعر بمعصيته.
فالقلب أيها المسلمون و المسلمات يموت بالجهل و يموت بالإعرض عن طاعة الله و الوقوع في معصيته ، و هو يمرض بمرض الشهوات و مرض الشبهات ، فإذا مات القلب بهذه الأمراض الفتاكة فإنه لا يشعر بمعصيته فتجد صاحبه يقع في الكبائر و الفاحش و المحرمات و يترك الواجبات و كأنه ما فعل شيئا و العياذ بالله ، فلابد لنا أن نعالج قلوبنا من أمراضها حتى تصبح طاهرة نقية سليمة تقبل على الخير و تعيش في رحاب الذكر و لا تأنش إلا بطاعة الله فتسعد في الدنيا و تفوز برضا الله و جنته .
و علاج القلوب علاج الجوارح فإذ صلحت قلوبنا صلحت جوارحنا و إذا صلحت قلوبنا و جوارحنا صلحت مجتمعاتنا.
علما بأن أعداء الإسلام أخزاهم الله لا يريدون صلاح القلوب و طهارتها بل يريدون افسادها و وقوع أصحابها في الفواحش و الزنا و غيرها من المحرمات ، إنهم يريدون إفساد كل مسلم و مسلمة بكل وسيلة.
فهل من عودة و أوبة صاقة إلى الله ، و هل من إنابة و تدارك قبل أن يهجم هاذم اللذات ؟؟
و هل لنا من عزيمة قوية تقف كالجبل الشم ضد وسائل الإفساد عند أعدائنا ؟
منقول